استقالة رياض سيف من رئاسة الائتلاف السوري
قدّم رياض سيف، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الخميس، استقالته من منصب رئاسة الائتلاف، الذي انتخب له عام 2017، وذلك بسبب مرضه.
وأوضح مسؤول الدائرة الإعلامية في الائتلاف، أحمد رمضان، في تغريدة في حسابه الرسمي على “تويتر”، أن “سيف غلبه المرض، فقرّر أن يتنحى عن رئاسة الائتلاف الوطني السوري”.
وأكد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، نصر الحريري، نبأ استقالة سيف، وكتب في صفحته الرسمية على “تويتر” “حضورك يعني لنا الكثير، واثقون أن استقالتك من رئاسة الائتلاف لن تجعلك تغيب عن ساحة العمل الوطني لتحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة، التي طالما سعيت وناضلت من أجل تحقيقها ودفعت ثمناً غالياً في سبيلها، الأستاذ رياض سيف نتمنّى لك الشفاء العاجل والصحة والعافية”.
وانتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري، في السادس من مايو/ أيار 2017، رياض سيف رئيساً سادساً للائتلاف الذي يتمسّك بكونه الممثل السياسي للمعارضة والثورة السورية، في ظل وجود العديد من المنصات والتيارات السياسية التي تحاول كسر احتكاره تمثيل المعارضة السورية.
ويُعدّ رياض سيف (70 عاماً) من أبرز الوجوه في المعارضة السورية، إذ اعتقله النظام مرتين قبيل اندلاع الثورة السورية، فقضى سنوات عدة خلف القضبان، على خلفية نشاطه إبان ما يُعرف بـ”ربيع دمشق” في بداية تولّي بشار الأسد السلطة عام 2000، حينها اعتقل في سبتمبر/ أيلول وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات.
كذلك حجز النظام على أمواله، وكان أحد الموقّعين على “إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي” في سورية في عام 2005، كما واصل دعوته لتغيير النظام، وهو ما دفع أجهزة النظام الأمنية إلى إعادة اعتقاله في عام 2008 ولمدة عامين.
ومع بداية الثورة السورية في مارس/ آذار من عام 2011، لم يتردد سيف في الالتحاق بها، مشاركاً في التظاهرات السلمية، فتعرّض للضرب على يد النظام بالقرب من جامع الحسن في العاصمة دمشق أثناء مشاركته في التظاهرات، قبل أن يضطر إلى الخروج من سورية بسبب التضييق عليه من قبل أجهزة النظام الأمنية.
وكان سيف من أبرز الصناعيين الدمشقيين، ومن الأصوات النادرة التي رفعت صوتها ضد الفساد، إذ جاهر بمعارضة النظام في “مجلس الشعب” الذي دخله مستقلاً في تسعينيات القرن الماضي. وقاد سيف مبادرة أفضت إلى تشكيل الائتلاف أواخر عام 2012، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تولى منصب نائب رئيسه الأول معاذ الخطيب.
كذلك يعدّ سيف من الشخصيات الوطنية السورية التي يجمع عليها السوريون المعارضون للنظام. ورفض مرات عدة الترشح لمنصب رئيس الائتلاف لـ”أسباب صحية”، ولكنه استجاب مؤخراً لدعوات عدد كبير من أعضاء الائتلاف للترشح، في محاولة لإنقاذ أهم المؤسسات السياسية الثورية من ترهل أصابها يُعزى إلى اختلاف الرؤى بين الكيانات، والتيارات السياسية البارزة في الائتلاف الذي حاولت روسيا تهميشه، بسبب تبنيه سياسة صلبة اتجاه محاولات موسكو تقزيم القضية السورية، وإعادة إنتاج النظام.